شجاعة في قلب الحرب.. شبكة "غرف الطوارئ" السودانية تحصد جائزة رافتو الحقوقية النرويجية
شجاعة في قلب الحرب.. شبكة "غرف الطوارئ" السودانية تحصد جائزة رافتو الحقوقية النرويجية
في وقت يرزح فيه السودان تحت وطأة حرب مدمرة وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أعلنت مؤسسة رافتو النرويجية لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، منح جائزتها السنوية لشبكة "غرف الطوارئ" السودانية، وهي تجمع من منظمات المجتمع المدني والمتطوعين عرف بدوره المحوري في تقديم المساعدات الإنسانية والطبية في ظروف شديدة الخطورة.
تكريم يكرس الحق في الحياة
قالت المؤسسة في بيانها -وفق وكالة رويترز- إن الجائزة منحت تقديراً "لعمل غرف الطوارئ الشجاع في السودان والحفاظ على أهم حق إنساني.. الحق في الحياة"، وأشارت إلى أن آلاف المتطوعين المنخرطين في الشبكة يواصلون تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمدنيين، رغم تعرضهم لمخاطر شخصية كبيرة، وأضاف البيان أن هؤلاء المتطوعين "ينقذون الأرواح ويحافظون على الكرامة الإنسانية في مكان يسوده البؤس واليأس، وتسهم جهودهم التعاونية في بناء مستقبل أفضل للسودان".
خلفية الجائزة
جائزة رافتو التي تحمل اسم أستاذ الاقتصاد النرويجي تورولف رافتو، كرمت منذ تأسيسها عام 1987 ناشطين ومنظمات في مجال حقوق الإنسان حول العالم، ولها سجل لافت في التعرف على أصوات بارزة قبل نيلها جوائز عالمية، إذ فاز أربعة من الحاصلين عليها لاحقا بجائزة نوبل للسلام، بينهم شيرين عبادي من إيران وخوسيه راموس هورتا من تيمور الشرقية، ويحصل الفائز على شهادة تقدير ومكافأة مالية قدرها 20 ألف دولار.
غرف الطوارئ.. ولادة من رحم الحرب
نشأت شبكة "غرف الطوارئ" عام 2023 مع اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، انطلقت المبادرة بتجمع محلي لإدارة الأزمات وتوزيع المساعدات في الأحياء، لكنها سرعان ما تحولت إلى شبكة واسعة النطاق توفر خدمات أساسية مثل المياه والكهرباء وتوزيع الغذاء والإمدادات الطبية، ورغم افتقارها لهياكل تنظيمية رسمية، تمكنت من استقطاب آلاف المتطوعين الذين يعملون بروح جماعية، لتصبح أحد أهم خطوط الدعم الإنساني في البلاد.
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب أجبرت أكثر من 12 مليون شخص على النزوح الداخلي والخارجي، في حين يعاني ملايين آخرون من انعدام الأمن الغذائي، مع ظهور جيوب مجاعة في عدة مناطق، وتراجعت الخدمات العامة إلى حد الانهيار، ما جعل المبادرات المدنية مثل "غرف الطوارئ" طوق نجاة حيوياً للسكان.